بداية "ميت غالا"
وكانت صحفية الموضة الراحلة إليانور لامبرت أطلقت فكرة حفل "ميت غالا" عام 1948 للمساهمة بنهوض القطاع بعد الحرب العالمية الثانية وقتها، ولتسليط الضوء على تاريخ وإبداعات ساحة الموضة العالمية من خلال المعرض السنوي الذي ينطلق تحت شعار مختلف كل عام.
ترأست "ميت غالا" رئيسة التحرير السابقة لمجلة "فوغ" الشهيرة الراحلة ديانا فريلاند، إلا أن نهضة "الميت غالا" الحقيقية تحققت مع إسناد إدارته للصحفية آنا وينتور، الرائدة في عالم الموضة عام 1995، والتي جعلت منه جوهرة تاج المجتمع الأميركي بفضل علاقتها الوثيقة بأهم مشاهير العالم.
يتم اختيار ضيوف الحدث بعناية فائقة، ويتوجب أن يكون لهم تأثير كبير على ساحة الأزياء لذلك تتضمن قائمة المدعوين بشكل سنوي أبرز أيقونات الموضة مثل أفراد عائلة كارديشيان، والمغنيات الشهيرات جينيفر لوبيز، وريهانا، وبيونسيه، وغيرهن لضمان التزامهن بموضوع الحفل في اختيارهم لإطلالاتهم التي تميل إلى الحدث غير المألوف أو الغريب.
ويتغير موضوع الحدث سنويا، ففي العام الماضي على سبيل المثال، كان بمثابة مظاهرة للاحتفاء بمصمم الأزياء الألماني الرائد كارل غار فيلد، لذلك اعتمد الحاضرون الذين وصل عددهم إلى أكثر من 400 شخصية بارزة على تصميمات مستوحاة من إبداعاته.
هذه الإجراءات جعلت من "ميت غالا" تاج جوهرة المجتمع الأميركي، وأصبح يسمى "بأوسكار الموضة"، في حين بلغت قيمة التبرعات التي يجمعها 200 مليون دولار أميركي في نهاية عام 2022، وذلك من خلال قيمة تذاكر الحفل الذي وصلت قيمة الطاولة الواحدة فيه إلى 50 ألف دولار.
أما عن حفل "ميت غالا" هذا العام فمن المقرر أن يعقد في السادس من مايو/أيار 2024، ونستعرض أبرز تفاصيله في السطور التالية:
نجوم الـ"ميت غالا" 2024
وقع اختيار وينتور هذا العام على قائمة شركائها من المشاهير، والتي تضمن النجوم جينفير لوبيز وكريس هيمسوريث ومغني الراب باد باني، إلى جانب زينديا، التي تعد من بين النجمات المؤثرات بشكل كبير على صناعة الموضة خاصةً بين الأجيال الشابة من خلال إطلالاتها المبتكرة.
أما بالنسبة لقائمة المدعوين، فقد فرض عليها السرية التامة حتى يظل عنصر المفاجأة حاضرا لكل متابعي الحفل من حول العالم، إلا أنه تم استبعاد صاحب الإطلالات اللافتة الفنان الأميركي جيراد ليتو لأول مرة منذ 5 أعوام، بسبب انشغاله في إحياء حفلات جولاته الغنائية.
موضوع الـ"ميت غالا" 2024
تقام الـ"ميت غالا" هذا العام تحت شعار "حديقة هذا الزمان" المستوحى من رواية الكاتب الأميركي جيه جي بالارد الصادرة بالاسم نفسه عام 1973، لذلك من المفترض أن يطل النجوم في هذه الليلة بإطلالات مستوحاة من الطبيعة ومزينة بالورود والأشجار المختلفة.
ويتوقع أن يلجؤوا إلى عدد من بيوت الأزياء المعروفة بهذه النوعية من التصميمات، مثل دولتشي آند غابانا وأوسكار دو لارنتا وموسكينو، إلى جانب دار بالمان الفرنسي الذي ضمت تشكيلته الربيعية قطع مميزة مزينة بالورود.
ويفتتح المعرض هذا العام تحت شعار "الجميلات النائمات: صحوة الموضة" يرصد حركة تطور الموضة خلال 400 عام، ويحتوي على قطع أيقونية تعود إلى أرشيف المصممين الرواد مثل كريستيان ديور وإلسا سكيابارلي وهوبير دي جيفنشي، وبعض التصميمات النادرة للمصمم الإنجليزي تشارلز فريدريك وورث، مؤسس الأزياء الراقية، والتي تعود إلى القرن الـ19 الميلادي.